الاثنيـن 29 ذو الحجـة 1434 هـ 4 نوفمبر 2013 العدد 12760







سجالات

نظرة إلى أبعاد تنامي دور روسيا السياسي في الشرق الأوسط


  في حلقة اليوم من «سجالات» نتناول «السياسة الروسية في الشرق الأوسط»، لا سيما طموحاتها، في ضوء تشددها الذي أدى إلى ترجيح وجهة نظرها إزاء الأزمة السورية مقابل التراجع الأميركي. وفي هذا السياق نطرح سؤالين على أربعة من الخبراء المتابعين. السؤال الأول هو: هل يشكل الشرق الأوسط حقا منطقة حيوية لموسكو، أم أن
هل يشكل الشرق الأوسط حقا منطقة حيوية لموسكو أم يريد بوتين الاستفادة من الضعف الأميركي؟

د. طارق فهمي
نعم... الروس يبحثون الآن عن مناطق نفوذ لكن وفق استراتيجية خاصة بهم
  هل تمثل منطقة الشرق الأوسط جزءا من الاستراتيجية الروسية أم لا؟ التطورات التي حدثت في المنطقة في الفترة الأخيرة تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط لم تكن حاضرة في السياسة الخارجية الروسية منذ قدوم الرئيس فلاديمير بوتين بفترة. لكنني أعتقد أنه الآن يريد أن يملأ الفراغ، ويحاول إثبات قدرة روسيا في مناطق الصراعات، بعدما كانت قد انسحبت من قضية السلام في منطقة الشرق الأوسط الخاصة بالصراع العربي الإسرائيلي، حيث لم يعد لروسيا، منذ سنين، أي دور في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. ومن المعروف أن الدور الواضح لروسيا في الفترة الأخيرة ينصب على الأزمة السورية، بعدما ظهر في قضايا أخرى، مثل أمن الخليج والعراق، وبالتالي أصبح الروس الآن يبحثون عن مكان نفوذ وفقا للاستراتيجية الخاصة بهم. وأعتقد أن الروس اليوم يريدون
 

ريتشارد فايتز
لا... موسكو حاولت في الماضي وفشلت وكل ما تفعله اليوم التلاعب بالتوتر الإقليمي
  لم تكف موسكو يوما، سواء في عهد حكومة الاتحاد السوفياتي السابق أو اتحادها الروسي الجديد، عن السعي إلى لعب دور محوري في الشرق الأوسط. وعدا عن مناسبات نادرة، أخفقت موسكو في تحقيق ذلك الطموح؛ فقد شهدت السنوات القليلة الماضية تهميش الدور الروسي في الربيع العربي والمفاوضات العربية - الإسرائيلية، وإن تجدد حاليا في المباحثات الروسية - الإيرانية. قد يكره المسؤولون الروس تهميش دورهم في الشرق الأوسط، لكنهم غير مستعدين لإنفاق مواردهم على المنطقة التي تحتل ذيل قائمة اهتماماتهم بعد أوروبا وآسيا، وتحديدا جمهوريات الاتحاد السوفياتي السابق. لقد أوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عام 2004 صراحة أن «السياسة الروسية لا تدعم أيا من إسرائيل أو العرب.. وأنها لا تكترث سوى بتحقيق المصالح الروسية». وهذه المصالح
 
أتتوقع استمرار هذا الوضع الإقليمي أي تقدم روسيا مقابل تراجع الدور الأميركي في المستقبل المنظور؟

د. محمد مبارك جمعة
نعم... .. ولن تكون روسيا وحدها التي ستغتنم فرصة ضعف الإدارة الأميركية الحالية
  من دون شك، لن تكون روسيا وحدها التي ستغتنم فرصة ضعف الإدارة الأميركية الحالية وتراجع دور الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، بل معظم القوى الإقليمية ستسعى لتحقيق أقصى قدر من الاستفادة. في ما يتعلق بروسيا، فإن هناك عدة أسباب تدفعها إلى ملء الفراغ الذي تتركه واشنطن في الشرق الأوسط، وأول هذه الأسباب يتمثل في الوضع السوري. إن الحرب الدائرة في سوريا بين قوات المعارضة وكتائب النظام، مع التراخي الأميركي الذي انتهى إلى الإعراض عن القيام بأي دور يحسم الوضع بسرعة ويلجم آلة الدمار المسلطة على الشعب السوري، تجعل من مستقبل المنطقة هناك غير واضح المعالم. وهو أمر لا ينعكس سلبا على أمن دول الجوار ومصالحها فحسب، بل يهدد أيضا المصالح الروسية، والقواعد الروسية في سوريا، والحضور الروسي في مياه المتوسط،
 

منير بركات
لا... دفاع موسكو عن النظام السوري هدفه تعويض خسائرها من «الربيع العربي»
  إن التوازن الدولي النسبي الذي كان سائدا إبان «الحرب الباردة» بين الاتحاد السوفياتي (السابق) والولايات المتحدة الأميركية كان عمليا راجحا لمصلحة الأخيرة، لا سيما الانتشار والتدخلات العسكرية على امتداد الكرة الأرضية. وبعد سقوط الاتحاد السوفياتي وولادة روسيا الاتحادية غادرت هذه الأخيرة العدائية والتحدي المباشر للغرب بشكل عام، ولم تعد تعتبر التحركات العسكرية الغربية موجهة ضدها، وبالتالي، تهدد أمنها القومي. إلا أن روسيا لم تكن تساوم مطلقا على المناطق القريبة من حدودها والتي تمثل مجالا حيويا لمصالحها. وبعد النهوض الاقتصادي الذي ارتكز على ارتفاع أسعار الغاز، وعلى الرغم من التفوق الأميركي في مجال التسلح، باستثناء السلاح النووي، عادت روسيا إبان أحداث جورجيا عام 2008 لتنفيذ خطة تعيد إليها حضورها العسكري
 
مواضيع نشرت سابقا
.. وهل حل الجماعات في الداخل هو الشرط الأساسي للاحتواء؟
.. وهل حل الجماعات في الداخل هو الشرط الأساسي للاحتواء؟
هل ستتمكن حكومات دول الخليج من احتواء تنظيمات «الإخوان»؟
هل ستتمكن حكومات دول الخليج من احتواء تنظيمات «الإخوان»؟
دول الخليج.. والصعود الإخواني
هل القوى الإسلامية هي المسؤولة عن حالة انعدام الثقة في الشارع؟
هل القوى الإسلامية هي المسؤولة عن حالة انعدام الثقة في الشارع؟
هل تساعد الانتخابات المقررة في مصر على لملمة الأوضاع؟
هل تساعد الانتخابات المقررة في مصر على لملمة الأوضاع؟
مصر.. تحت حكم «الإخوان»